جدول المحتويات
القلق والاكتئاب قد يبدأان من الأمعاء: اكتشف ارتباط الميكروبيوم بالعقل
لسنوات، ركزت أبحاث الصحة النفسية بشكل أساسي على الدماغ، ولكن الأدلة الحديثة تشير إلى أن الاكتئاب والقلق قد يكون لهما جذور في مكان غير متوقع – الأمعاء. تؤثر هذه الحالات النفسية الشائعة على ما بين 4-5٪ من سكان العالم (1،2)، وقد تحمل الأمعاء المفتاح لعلاجات جديدة. انضم إلينا لاكتشاف هذا الرابط المثير.
ما هي أعراض القلق والاكتئاب؟
بينما يُعد القلق والاكتئاب حالتين نفسيّتين منفصلتين، إلا أنهما غالبًا ما يتلازمان ويؤثران بشكل كبير على جودة حياة الأفراد. يظهر القلق عادة على شكل قلق مفرط، صعوبة في التركيز، وتوتر. وقد يرافقه أعراض جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب أو صعوبات في النوم. أما الاكتئاب، فيتسم بالحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور باليأس.
كيف يشكّل ميكروبيوم الأمعاء الصحة النفسية؟
رغم أن الأمر قد يبدو مفاجئًا، فإن الميكروبات التي تعيش في أمعائنا تلعب دورًا محوريًا في تشكيل صحتنا النفسية. يطلق على هذه الكائنات اسم ميكروبيوم الأمعاء، وهي تتواصل مع الدماغ عبر عملية ثنائية الاتجاه تربط الجهاز العصبي المركزي والمعوي.
يشمل هذا التواصل إنتاج النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية تؤثر على المزاج والسلوك والوظائف الإدراكية. ومن اللافت أن الأمعاء تنتج حوالي 95٪ من السيروتونين في الجسم (3) – وهو ناقل عصبي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المزاج. كما تساهم البكتيريا المعوية في إنتاج الدوبامين، GABA، والنورإبينفرين (4)، والتي تؤثر في المتعة والتحفيز ومستويات القلق. يمكن أن يؤدي اضطراب توازن هذه البكتيريا (الخلل الميكروبي) إلى تعطيل إنتاج هذه النواقل، مما يسهم في تطور مشاكل الصحة النفسية.
يمكن أن يؤدي الخلل الميكروبي أيضًا إلى زيادة نفاذية جدار الأمعاء، مما يسمح بدخول مواد ضارة إلى مجرى الدم وتحفيز الالتهاب المزمن. بمرور الوقت، يمكن أن يسهم هذا الالتهاب في تطور اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق من خلال التأثير على وظائف الدماغ وتوازن النواقل العصبية (5). أحد الطرق التي تتحكم بها الأمعاء في الالتهاب هي إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs)، والتي تُنتج عند تخمير الألياف الغذائية. يقل إنتاج هذه الأحماض مثل البوتيرات والبروبيونات عند حدوث خلل ميكروبي، مما يضعف الحاجز الدموي الدماغي وجدار الأمعاء (6،7).
التغيرات الميكروبية في حالات القلق والاكتئاب
أظهرت مراجعات منهجية وتحليلات متعددة أن الأشخاص المصابين بالقلق والاكتئاب يعانون من انخفاض في تنوع البكتيريا وتغيرات في تركيبتها. على سبيل المثال، وجدت مراجعة في عام 2023 انخفاضًا في نسبة Firmicutes/Bacteroidetes، وانخفاض مستويات بكتيريا مفيدة مثل Faecalibacterium spp., Lachnospira, Butyricicoccus في المصابين بالقلق. كما زادت نسب Lactobacillales, Sellimonas, Streptococcus, Fusobacteria وبعض أنواع Bacteroidetes.
في المقابل، لوحظ في المصابين بالاكتئاب ارتفاع في Akkermansia, Clostridium_sensu_stricto_1, UBA1819, Prevotella وKlebsiella، وانخفاض في Dialister, Fusicatenibacter, Coprococcus وأنواع Lachnospira. كما لوحظ ارتفاع في Firmicutes وActinobacteria، وانخفاض في Bacteroidetes وProteobacteria.
كما أظهرت مراجعة أخرى في 2023 انخفاضًا في Clostridia وBacteroides لدى المصابين بالاكتئاب المصحوب بالقلق، مع ارتفاع Fusobacterium, Escherichia-Shigella, Ruminococcus gnavus وانخفاض Gemmiger, Ruminococcus, Veillonella. بشكل عام، يرتبط الاكتئاب بانخفاض Firmicutes, Clostridia, Coprococcus، وزيادة Actinobacteria, Proteobacteria, Parabacteroides. وتشير دراسات أخرى إلى ارتفاع Akkermansia وانخفاض Faecalibacterium, Butyricicoccus, Lachnospiraceae.
تعديل الميكروبيوم لتحسين الصحة النفسية
تشير هذه التغيرات في التنوع الميكروبي إلى إمكانية علاج القلق والاكتئاب من خلال استهداف ميكروبيوم الأمعاء. من خلال تعزيز نمو البكتيريا المفيدة وتقليل البكتيريا الضارة، يمكن استعادة التوازن، تقليل الالتهاب المزمن، وتحسين إنتاج النواقل العصبية.
يساعد التغذية المخصصة على تحقيق هذه الأهداف من خلال تعديل النظام الغذائي بناءً على تحاليل الميكروبيوم الفردية. يمكن للاختبارات الميكروبية الكشف عن اختلالات بكتيرية تؤثر في الصحة النفسية، وبالتالي توجيه تدخلات غذائية دقيقة.
تدعم الدراسات الحديثة فعالية هذا النهج المخصص. على سبيل المثال، أظهرت دراسة فاعلية التغذية الدقيقة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في تحسين أعراض القلق والاكتئاب (10). كما أظهرت دراسة على كبار السن أن النظام الغذائي المخصص ساعد في تقليل أعراض الاكتئاب وتحسين جودة الحياة (11)، وكان مصحوبًا بزيادة في التنوع الميكروبي. كما أثبتت البروبيوتيك فعاليتها في تقليل أعراض القلق والاكتئاب، مما يدعم أهمية استهداف الميكروبيوم في العلاج (12).
كيف يمكن لاختبار ميكروبيوم ENBIOSIS أن يُحدث ثورة في رعاية الصحة النفسية؟
لفهم كيفية دعم الصحة النفسية من خلال تغييرات غذائية دقيقة، من الضروري أولاً معرفة التركيبة الميكروبية الفريدة لكل شخص. وهنا يأتي دور ENBIOSIS. من خلال تحليل الميكروبيوم المعزز بالذكاء الاصطناعي، توفر ENBIOSIS تحليلاً دقيقًا للبكتيريا في الأمعاء، وتحدد الاختلالات وتقارنها بمعايير الصحة العامة، لتقديم توصيات غذائية وشخصية تهدف إلى استعادة التوازن وتحسين صحة الأمعاء.
تواصل معنا اليوم لمعرفة المزيد عن خدمات تحليل الميكروبيوم لدينا، أو زر موقعنا الإلكتروني للاطلاع على نهجنا المدعوم علميًا.
تواصل معناالمراجع:
1. World Health Organization. (2023). Depression. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/depression
2. World Health Organization. (2023). Anxiety disorders. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/anxiety-disorders
3. Appleton, J. (2018). The Gut-Brain Axis. Integrative Medicine, 17(4), 28.
4. Dicks, L. M. T. (2022). Gut Bacteria and Neurotransmitters. Microorganisms, 10(9), 1838.
5. Ouabbou, S., et al. (2020). Inflammation in Mental Disorders. Neuroscience Bulletin, 36(9), 1071.
6. Shin, Y., et al. (2023). SCFAs in IBD. Nutrients, 15(20), 4466.
7. Silva, Y. P., et al. (2020). SCFAs and Gut-Brain Communication. Frontiers in Endocrinology, 11, 25.
8. Xiong, G., et al. (2023). Gut Microbiota in Mental Disorders. Nutrients, 15(14), 3258.
9. Kumar, A., et al. (2023). Gut Microbiota in Anxiety and Depression. Pharmaceuticals, 16(4), 565.
10. Connell, J., et al. (2023). Precision Nutrition. Am J Lifestyle Med.
11. Magzal, F., et al. (2023). Personalized Diet and Depression. Frontiers in Nutrition, 10, 1234549.
12. Asad, A., et al. (2024). Effects of Probiotics on Depression. Nutrition Reviews, nuae177.
